الخميس، 7 فبراير 2013

ريالنا المُهان



لآزلنا كما نحن ولا زآلت مشاكلنا كما هي جيلاً بعد جيل, ولم نجد من يحلها رغم المعونات والمنح والقروض الدولية لتحسين إقتصادنا المتدهور والجريح الذي لم يجد المداوي المُشافي بعد.
فريالنا المغلوب على أمرة والمكسوف من وضعة لازآل يتحاشى النظر للعملات التي تُهنجم بصلفها وقيمتها ووزنها وقدرها العظيم بجانبه, فهو بجانبهن في وضع لا يُحسد علية بهيئة الرثة وملابسة المُمزقة ورائحته النتنة وثمنه البخس.
أحلام ريالنا تتمحور فقط بالنهوض من تحت أقدام الدولار واليورو والدينار والدرهم وغيرها من عملات, الجاثمة على صدره جثوم الجبال على النملة, ربما أنه فكر بوسيلة تُنهي حياته البائسة والمُحزنة ووجوده الذي يُساوي عدمه بالإنتحار, لكنة آثر الصبر على ذلك لأنه يخاف الله, مُشتكياً له مصيره ووضعه الذي هو فيه و لِمن تسبب له به.
نعم .. ريالنا صابراً مُحتسباً الأجر من الله والأمل لمن يُنقذه مما هو عليه.
أصبح ريالنا العزيز يُعاني من كل هذه الإهانات كما يُعاني منها مواطنوه المُغتربون في أرض المهجر, لكن العتب ليس على ريالنا مسلوب الكرامة, بل على القائمون علية والذين جعلوه بهذه الحالة المُزرية دون رقابة أو حساب أو عقاب من أحد, فهم لاعبون مارحون بكرامة ريالنا المسكين, قد يكون هذا سبب من الأسباب !
وإن كانت هُناك دولة قائمة بجميع مقوماتها ولجان رقاباتها, فلماذا نحن وريالنا بهذه الحالة المُزرية؟
فأين حكومتنا وأين لجانها وأين مُستشاروها وحُكمائها؟
أين المعونات الدولية والمنح والقروض والمُساعدات بمليارات الدولارات؟
أين واردات الثروة النفطية والغازية والسمكية والمعدنية والسلع الأخرى؟
أين واردات الكهرباء والمياه والضرائب والجمارك والواجبات والزكاة والأوقاف والتراخيص والمُخالفات وغيرها؟
أين واردات المُغتربين المُهانين بفضل حكومتنا التي لا تّقل إهانةً عنهم؟
أين دور السفراء والحكماء؟
أين وأين وأين وأيــــــــــن؟
سنظل نُردد هذه الأسئلة دون أن نلقى إجابة صادقة عنها.
وطالما سنتسائل حتى يظهر فارس أحلام الريال ليُنهِضهُ مِن تحت أقدام الجاثمين على صدرة, هذا إن ظهر فعلاً.
وحتى ذلك الحين سنُعزي ريالنا وأنفُسنا على ما نحنُ علية .. فرحمك الله يا ريالنا المغدور.