السبت، 16 فبراير 2013

ماذا بعد ثورات ربيعنا العربي


لا شك أن ثورات الربيع العربي كان وراء نجاحها الشباب الذي ضاق ذرعاً من الإقصاء والظلم والتعسف بسبب سؤ إدارة الحكومات السابقة بفسادها المالي والإداري المُشين.
لا نُنكر بأن الشباب طاقات حيوية وبشرية هائلة فكرياً وجسدياً إن أُحسن إستغلالها وتدريبها لخدمة مجتمعها ووطنها قادرة على بناء وطن آمن, قوي إقتصادياً تقل فيه نسبة البطالة و يقل اللصوص, وطن تزدهر فيه الأعمال الاستثماريةالتي تمتص طاقات استيعابية كبيرة من شبابه المؤهل ليعيشوا ومن يعولون عيشة كريمة بحق.
تُشير الإحصاءات السكانية في الدول العربية إلى أن تعداد الشباب مقارنة بإجمالي عدد السكان يشهد إرتفاعاً ملحوظاً, وهذا يعني أن طاقة العمل الكبرى سوف تُصبح من نصيب الشباب.
ومن أجل إستغلال هذه الطاقات البشرية الهائلة فلزاماً على حكوماتها أن تستغلهم الإستغلال الأمثل لما فيه مصلحة الوطن ومصلحتهم بعيداً عن تجنيدهم في الجيش أو إلحاقهم بصفوف الأمن أو إرداجهم ضمن التنظيمات السياسية والحزبية.
لا بد أن تتجه هذه الحكومات نحو تدريب هذه الطاقات التدريب العلمي والمهني الذي يضمن مشاركتهم الفاعلة في تحسين إقتصاد بلدانهم ومستوى معيشتهم لتمثيلها أحسن تمثيل أينما كانوا, لابد أن توفر هذه الحكومات الأمن وعامل الإستقرار لجلب الإستثمارات الأجنبية التي بدورها ستستوعب الكثير من هذه الطاقات المهدورة, وأيضاً لابد من هذه الحكومات إنشاء المصانع والمعامل والمزارع والمشاريع الوطنية التي ستعمل على إنعاش وضع بلدانها إقتصادياً لمواجهة الواردات بصادراتها التي ستعمل على تحسين ميزان مدفوعاتها بتجارتها الدولية.
لا بد من أن تُغير هذه الحكومات نهج الحكومات المخلوعة السابقة والساقطة بغضب شعوبها, ولتحذر من فخ الوقوع الذي وقعت فيه سابقاتها وأن يعلموا أن طاقات الشباب متجددة لن يستطيعوا إخمادها أو تهدئتها ولو مؤقتاً, فالوقت كفيل بإشعال فتيل الغضب والإستياء من فشل هذه الحكومات.
هذه الطاقات البشرية لا تُريد حلولاً مؤقتة أو وعوداً لفظيه, فلم نرى من هذه الحكومات الجديدة أي بادرة أمل تجاه إستيعاب الطاقات البشرية الشابة الذين ضحوا بأرواحهم من أجل تغيير الأنظمة لإعادة الحقوق وإجتثاث الفساد وتحسين مستوى معيشة كريمة لشعوب بأكملها تاقت للكرامة والإستقرار المادي والمعنوي, كما هو الحال في دول مجاورة وقريبة منهم كدول الخليج العربي ودولة الكيان المحتل إسرائيل.
إذاً: فما الذي يجعل أسلافهم في الدول المذكورة أفضل منهم حالاً ؟؟
"بغض النظر عن عُذر شُح الموارد وزيادة نفقات الحكومة, فهو عُذر اقبح من ذنب"
سـؤال نتمنى له إجابة شافية وصادقة مُقنعة, لعل الإجابة عنة ستفتح طريقاً مُشرقاً لمستقبل جميل لا يزال مُعتم, تستغله الجماعات الإرهابية المُتطرفة والحركات التنصيرية التي تستغل فقر وعوز المُحتاج للمادة والتي بدورها تفتح شهية الدول المُتربصة بموقع وخيرات اراضينا بحجة عدم الإستقرار, للتواجد في أوطاننا وإستعمارنا وإنتهاك سيادة أراضينا بطرق حديثة ماكرة بحيث نُصبح مُستسلمون ومُبتسمون لهم ونتسابق بأحزابنا السياسية للفوز برضاء المُستعمر الجديد الماكر, بكل سذاجة وغباء.