السبت، 20 أكتوبر 2012

كبـش العـيـد



كبش أو طلي العيد كما نُحب تسميته هو كائن ظريف يُدخل علينا البهجة والسرور بمجرد النظر إليه أو سماع مأمأة صوته.
بهجة الأطفال به أكثر من بهجتنا بمُلاطفتهم له واللعب معه وملاحقته .. ونكاد نتلمس حُزنهم على فراقة باستجدائهم لنا لإنقاذه عند ذبحة للتضحية به في العيد .. لكنهم لا يعلمون أننا مررنا بنفس مرحلتهم وحزنهم ايضاً ..
لكن الآن وضعنا إختلف كما سيختلف وضعهم مع مرور السنين .. الآن نشتهي لتذوق طعم الطلي إما مشوي أو حنيذ أو مندي أو إشتهائات لا حدود لها.
نأتي بالجزار كي يذبحه وبعد أن يذبحه ويلوث حوش المنزل نقوم بإعطائه أجرته ونرمي جلد الكبش في الزبالة أو القمامة كما نعرفها .. انا وجاري وجار جاري واقاربي وكل من اعرفهم ويعرفوني نقوم بهذه المهمة ظناً منا أنه العمل الصحيح .., حتى تبدأ الروائح الكريهة والمُزعجة تؤذينا وتُلحق بِنا الضرر وبصحتنا فنصحو ونتذكر أن ما عملناه بجلد الكبش كان خطأ.
وبهذا التصرف الخاطئ جلبنا لأنفسنا كارثة صحية ومناظر مؤذيه ورائحة كريهة .. لماذا؟
لأننا لم نهتم بالنظافة بالمفهوم الصحيح ولم نُدرك بأننا نرمي ثروة تُقدر بملايين الدولارات من جلود الأضاحي التي لو أحسنا التصرف بها وبيعها لتجار الجلود فسنجني منها ثروة فرديه وكذلك ثروة قومية عند تصدير هذه الجلود للدول التي تصنع لنا منها الأحذية وغيرها, ولسلمنا من شرها وآثارها الصحية المُدمرة على صحتنا إن رمينا الجلود في قوارع الطرق.
إذاً لابد من الاستفادة من لحوم الأضاحي وجلودها أيضاً.