الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

دُميـة الحُـب


أحبّها وأخلص لها بعد إعجاب دآم لأكثر من ثلاث سنوات وأضعاف ذلك من سنوات الحب, بالرغم أنه لم يرآها ولم يفتتن بجمالها ومعالم أنوثتها, ومع ذلك أُغرم بها أشد الغرام وأحبها حُباً فطرياً بريء, أخبرها عن كُل شيء عنه ولم يكُن يتردد بالإجابة عن أي سؤال منها, قدّسها وجعلها ملئ عينيه وحياته, وأرادها أُماً لِأطفاله.
حين أرآد معرفة من يُحب, بادرها بالسؤال عنها لكنها كانت تخذله وما أكثر ما خذلته, أرآد معرفتها وأهلها لكي يُتوج قصة حُبهما بالأصول والتقاليد المُتبعة في مُجتمعهم, لكن إجاباتها عن أسئلته كانت مابين الوهمية والهزلية والكاذبة, برغم إصرارها وزعمها بحبها له !!

لم يجرحها ولم يُرغمها بأي شيء, كان يحذر من أي خطاء يقع فيه أو زلة قد تُضايقها .. شتان بين حُبه لها وحُبها له, الحُب البريء الصادق وحُب التسلية واللعب بالمشاعر, لم يكن يتوقع أنها كانت تتسلى بأحاسيسه ومشاعره ولم يكن يتوقع أن تجعله دُمية تتجاذبها أطراف أصابعها على الكيبورد.
مرت الأيام والسنين على هذا الحال, وحين تفاجاء وضاق عليه الوقت الممنوح من أهله لإختيار شريكة حياته, أصر عليها بالسؤال .. من أنتي؟ ومن تكونين؟ يُريد جواباً مُقنع لأهله .. لكنها للأسف خيبت ظنه بالجواب وتمادت بالمُماطلة والإصرار على إسمها الوهمي !!
ومن المُفارقات العجيبه لكل ذلك ولشدة حُبه لها وتعلقه بها إستطاع بعد جُهد جهيد وسنوات من العُمر معرفتها ومعرفة بياناتها كاملةً بعدة طُرق, لكن بعد فوات الأوان, كونه قد تزوج بعد إنتهاء المُهلة الممنوحة له من أهله لإختيار من يُريدها زوجةً له.

كانت الحياة في عينيه جميله مُزهرة بحبه لمن أرادها قلبه .. لكنها أضحت قبيحة ذابلة عند إكتشافه زيف مشاعر حبيبته الهزلية تجاهه, التي أوهمته بعشقها وإنفراده في قلبها طيلة سنوات كان خلالها سعيداً فرحاً ومسروراً بها, وسرعان ما تلاشت هذه السعادة وانطفئ بريق الفرحة وإختفت ملامح السرور من وجهه, لأنه وقتها أيقن بأنه مُجرد دُمية للتسلية .. دُمية فقط, لا أكثر ولا أقل.